الشيخ محمد أمين كفتارو 1875م ـ 1938م . هو العارف الكردي الشيخ (محمد أمين موسی كفتارو النقشبندي الكردي الكرمي) وهو والد الشيخ (أحمد كفتارو الكرمي الكردي ــ مفتي الديار الشامية) ،ولد الشيخ (محمد أمين كفتارو) سنة 1292 هـ / 1875م ، في قرية (كرمان) التابعة لمدينة (أومر) بمحافظة ماردين ـ شمال كردستان ،
الشيخ محمد أمين كفتارو 1875م ـ 1938م |
قدِم والده (ملا موسى) الذي كان من علماء الكرد المتمكنين الی مدينة دمشقَ سنة 1294هـ / 1877م ، حيث كانت دمشق و لا تزال محجَّاً يقصده العلماء و الصالحون و طلاب العلم ، فنزل الشيخ محمد أمين كفتارو مع أفراد عائلته في حي الأكراد بمدينة دمشق ، على سفح جبل (قاسيون) قرب جامع أبي النور ، و نذره أبوه (ملا موسی) للعلم الشرعي أسوةً بسائر النجباء من العائلة ،
نذر الشيخ (محمد أمين كفتارو) حياته منذ نعومة أظفاره لطلب العلم ، و ظهر نبوغه مبكراً ، و أخذ ينهل من معين العلماء و الصالحين ، و أقبل على إتقان اللغة العربية و الفقه و الأصول و الحديث و تفسير و تجويد القرآن الكريم و علوم الآلة حتى برع فيها ، و شهد له شيوخه و رفاقة ،
في العام 1312هـ اختار (سعيد باشا شمدين) الشيخ (محمد أمين كفتارو) ليكون شيخاً لجامعه الذي بناه في حي الأكراد بمدينة دمشق ، و بدأ بتدريس العلوم الشرعية في جامع أبي النور، بعد زواجه الْتقى الشيخ (محمد أمين كفتارو) بشيخه في الطريقة النقشبندية الشيخ (عيسى الكردي النقشبندي) حيث أخلص في صحبته ، و خدمه الخدمة الصادقة و شغل قلبه بذكر الله ، فأثنى عليه شيخه و أجازه بالطريقة النقشبندية بتاريخ 14 ربيع الأول سنة 1330هـ ، لازم الشيخ (محمد أمين كفتارو) مجالس الشيخ (عيسى الكردي النقشبندي) حتى وفاته سنة 1331هـ ، و قرأ عليه الفقه الشافعي ،
بعد وفاة الشيخ (عيسى الكردي النقشبندي) لزم الشيخ (محمد أمين كفتارو) خليفته الشيخ (أمين الزملكاني) عند مقام (مولانا خالد الكردي النقشبندي) ، و بقي كذلك حتى وفاة الشيخ (أمين الزملكاني) سنة 1348هـ. ،
عرف عن الشيخ (محمد أمين كفتارو) عنايته بالفقه المقارن ، و كان يدرس كتاب (بداية المجتهد و نهاية المقتصد) لابن رشد ، و له رسالة في أن التعدد للجُمَع جائز ،
بدأ الشيخ (محمد أمين كفتارو) بتأسيس نواة إصلاحية في الدعوة الأسلامية قوامها العلم الشرعي و الطريقة النقشبندية ، في جامع أبي النور الذي تفرغ كلياً لرعايته بعد وفاة الشيخ (أمين الزملكاني) و لمتابعة دعوته فيه ،
كان الشيخ (محمد أمين كفتارو) يدرك أنه يمثل خلية من خلايا جسد الدعوة الإسلامية ، و أن قوة هذه الخلية و فاعليتها في مدى انسجامها و تفاعلها مع خلايا الجسد الأخرى ، فقام بمهمة التربية الروحية و تزكية النفس ، و استقطب العديد من الناس ،
كانت طريقة الشيخ (محمد أمين كفتارو) في الدعوة إلى الله تقوم على الحكمة و الموعظة الحسنة ، و إحياء القلب بذكر الله ، و تزكية النفس التي ذكرت في القرآن الكريم {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9] ،
اعتبر الشيخ (محمد أمين كفتارو) أن التصوفَ و التربية الروحية القرآنية وسيلةٌ لا غاية ، و أنه أسلوبٌ تربوي يساعد المسلم على تزكية النفس و تطهير القلب و تقوية الإرادة ، و لذلك كان التصوفُ أحدَ المرتكزات الأساسية في تكوين مدرسة الشيخ (محمد أمين كفتارو) الإسلامية الروحية الفكرية و القرآنية ، انطلاقاً من متابعة رسول المسلمين (محمد ص ع) و التمسك بسنته و الاقتداء بسيرته ،
كما أخذ الشيخ (محمد أمين كفتارو) على نفسه مهمة نبذ التعصب المذهبي الذي كان منتشراً في تلك الفترة ،
كانت للشيخ (محمد أمين كفتارو) أخلاق العلماء العارفين ، يستسهل الصعاب اعتماداً على الله والثقة به ، لا يشتكي ، ينكر الكرامات التي تظهر له و لا يلقي لها بالاً و يقول:
(الكرامة الحقيقية هي خرق عوائد نفسك لا خرق عوائد الكائنات) ،
و لم يكن بالآمر المجبر لإخوانه ، بل يدع الخيار لمن يشاوره بعد أن يبين له الحسن ، و قد عاش على كفافٍ من الدنيا صابراً محتسباً ،
توفي الشيخ (محمد أمين كفتارو) بتأريخ : يوم الأحد 27 رمضان سنة 1357هـ / 1938.11.20م بعد وعكة صحية ، و بعد أن بلغ من العمر 63 عاماً ، حيث سمعه من حوله و هو يقول :
(اللهم الرفيق الأعلى) ثم استبشر وجهه سروراً و فاضت روحه ، و دفن في مقبرة (مولانا خالد الكردي النقشبندي ــ قدس سره) ،
و في العام 1979م نقلت رفاته إلى مدفن جامع (أبي النور) إلى جوار حفيده الشيخ (زاهر أحمد كفتارو) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راجع :
٭ مقال بقلم : أحمد خليل عجك .
٭ كتاب : الشيخ أمين كفتارو ۱۸۷٥ ــ ۱۹۳۸ ، إعداد ـ الدكتور محمد حبش ، تقديم ـ الحاج عمر أحمد كفتارو .
إن كانت لديك معلومات أكثر عن هذا \ه العظيم\ة الكردي \ة، أو عن عظيم \ـة كردي \ـة أخر أرجو أن تمدنا بها أو بمصادر أخرى على العنوان التالي limatha83@gmail.com