يعتبر الشاعر (أحمد مختار جاف) أحد شعراء الكرد القوميين الذي عاش في الربع الأول من القرن العشرين الميلادي ، أسمه (احمد)
و شهرته الأدبية و الإجتماعية (أحمد مختار بك جاف) ، و هو إبن (عثمان باشا جاف) شقيق محمود باشا جاف آخر أمراء إمارة جاف الكردية ، أمه هي الشخصية النسائية الكردية المعروفة (عادلة خانم) ، و شقيقه الكبير هو الشاعر الكردي المعروف (طاهر بك جاف) ، ولد (احمد مختار جاف) سنة 1898م في مدينة (حلبجة) العاصمة الصيفية لإمارة جاف الكردية
تربى الشاعر الكردي (أحمد مختار جاف) في أسرة كردية عريقة ترأست واحدة من أكبر القبائل الكردية ، و هي (قبيلة جاف) ،
في العام 1905م أرسل الی التعليم و تلقى تعليمه الإبتدائي في (مدرسة حلبجة الابتدائية) بمدينة حلبجة ، ثم واصل التعليم الدراسي في (متوسطة سليمانية) بمدينة سليمانية ، ثم تعلّم قواعد اللغتين الفارسية و العربية و آدابهما عن طريق الدراسة الخاصة ، ثم تعلّم اللغة التركية مع مبادئ اللغة الانكليزية و أصبح ملماً بالأدب الكردي و الفارسي و العربي
يعتبر (احمد مختار جاف) بالإضافة الی كونه شاعرا قومياً ، شخصية كردية إجتماعية و إدارية أيضاً ، و أحد أشهر وجهاء الكرد المثقفين و المناضلين الوطنيين في بداية القرن العشرين الميلادي ،
كانت (عادلة خانم) والدة الشاعر (أحمد مختار جاف) تشغل منصب قائممقام مدينة حلبجة ما بين الأعوام (1909م ـ 1915م) ،
كما شغل (أحمد مختار جاف) ما بين الأعوام (1919م ـ 1924م) منصب قائممقام مدينة حلبجة ،
و في العام 1924م انتخب (أحمد مختار جاف) عضواً في (المجلس التأسيسي العراقي) و كان من المطالبين في المجلس بحقوق أمته الكردية و حقوق كردستان ،
و بعد انتهاء فترة (المجلس التأسيسي العراقي) و حله عاد (أحمد مختار جاف) الى مدينة حلبجة ، و تخلى عن الوظائف الحكومية ليتفرغ لحل قضايا ابناء قبيلته ،
كان (أحمد مختار جاف 1898م ـ 1935م) شاعراً قومياً ، و قد دخل ميدان الشعر السياسي الكردي بكل عواطفه القومية و أحاسيسه الوطنية ، مواصلاً لما بدأ به قبله شعراء الكرد الآخرين ، مثل (أحمد خاني) و (حاج قادر كويي) و جعله في مقدمة القصيدة الكردية السياسية بين الحربين العالميتين الأولى و الثانية ، فهيأ أذهان الشباب الكرد و أفكارهم للنضال في سبيل حرية وطنهم كردستان و عزة أمتهم ، و كان يحثهم في قصائده على الاستنهاض من نوم الجهالة و التخلف للحاق بركب الأمم المتقدمة في العالم المتمدن و البدء بحياة جديدة مبنية على الحضارة و التقدم ، و هذا مطلع قصيدة له بعنوان (استفيقوا من النوم ايها الكرد) :
استفيقوا من النوم أيها الشعب الكردي
لأن النوم يضر بكم
فأن تاريخ العالم كله يشهد على فضائلكم و فنونكم
التي قدمتموها للانسانية
ناضلي أيتها الأمة النجيبة المظلومة
و اقطعوا ذلك الطريق الشاق الطويل الذي أمامكم
انضم الشاعر (احمد مختار جاف) الذي كان رئيساً لقبيلة جاف مع أبناء قبيلته الى ثورة شيخ محمود حفيد ـ ملك كردستان ، و سانده في حربه ضد الانكليز و التجأ معه الى جبال كردستان لمقاومتهم ، و ذلك عندما اضطر الملك محمود الى مغادرة مدينة سليمانية ، و قد أقنعت بعض الأصوات المعادية له (الملك محمود) بعدم أخلاصه له و لثورته ، فأمر شيخ محمود بسجنه ، و رغم ذلك لم يتغير مواقف (أحمد مختار بك جاف) القومية و الوطنية تجاه الثورة الكردية و زعيمها شيخ محمود حفيد ، بل مدح شيخ محمود ـ ملك كردستان من داخل سجنه بقصيدة يقول في مطلعها :
يا نسيم الصباح بلغ تحيات و أدعية عبد
الى مقام ملك جميع أنحاء سليمانية
فقل له أنني فداء لك يا صلاح الدين الأيوبي
انت بقوتك وسطوتك حيدر الكرار
و بصورتك الجميلة يوسف الثاني
و عندما وصلت تلك الرسالة الشعرية الى شيخ محمود حفيد ـ ملك كردستان ، أمر بإطلاق سراحه و أعادته الى مدينة حلبجة ، ليكون عونا له لدى قبيلته قبيلة جاف ،
و قد كتب الشاعر (أحمد مختار جاف) بالإضافة لقصائده القومية و الوطنية قصائداً للحب ايضاً ،
كما قام الشاعر (أحمد مختار جاف) بتأليف قصة كردية بعنوان (مسألة الضمير) ، و قد طبعت القصة في مدينة بغداد سنة 1970م ، و بذلك دخل أسمه في تأريخ الأدب الكردي كأحد رواد القصة الكردية ،
أغتيل الشاعر (أحمد مختار جاف) في مقتبل شبابه بتأريخ 1935.02.06م ، و ذلك برصاص بندقية أطلقتها أيادي إجرامية مجهولة عندما كان يعبر نهر (سيروان) قرب مدينة حلبجة ،
و دفن جثمانه في قرية (عبابيلي) التابعة لمدينة حلبجة بجانب ضريح شقيقه الأكبر الشاعر (طاهر بك جاف) ،
و طوت بذلك صفحة حياة شاعر كردي مناضل خدم قضية وطنه و أمته بقصائده الثورية و مواقفه الوطنية .
إن كانت لديك معلومات أكثر عن هذا \ه العظيم\ة الكردي \ة، أو عن عظيم \ـة كردي \ـة أخر أرجو أن تمدنا بها أو بمصادر أخرى على العنوان التالي limatha83@gmail.com