 |
| الفنان رشيد معم جوجان |
ولد الفنان الشعبي رشيد معم جوجان في قرية كوتانلي Kotana عام 1924م. وإن كلمة (معم) من محمد، وهو اسم والده وجده، حيث يلفظها الكورد (معم)، أما جوجان Çûçan فهو لفظ تصغير وتحبب لدى الكورد؛ (أي محمد الصغير). وعائلة الفنان الراحل (معم جوجان) من قدماء سكان القرية، فالدار التي يسكنها شقيقه الأكبر واسمه محمد (معم) بناء عام 1850م، بحسب ما هو مدون على واجهة الدار.
بدأ الراحل رشيد الغناء وهو في الخامسة أو السادسة عشرة من عمره، وتلقى دروسه الأولى في الغناء من والده (معم)، الذي كان يعمل ضمن قوافل نقل البضائع بالجمال، وكذلك من المطربين Ĥes Nazî و 'Evdê Şe'rê، ومن 'Elî Zenûbê وثلاثتهم من قرية ناز أوشاغي.
تعلق رشيد معم جوجان بالغناء أكثر بفضل زميل له يدعى (محمود)، من منطقة كوباني (عين العرب)، خدموا سوياً في الجيش الانكليزي أثناء الحرب العالمية الثانية في فلسطين ومصر وليبيا. فتعلم رشيد منه أغنية Saliĥê Naso kurê Saliĥ begê كلمات وأداءً. وأثناء وجوده في الجيش ألف أغنية طويلة عن معاناته وأشواقه لأهله ومحبوبته. حيث كان من مواهبه قدرته على السرد والتأليف أثناء الغناء Tekirme، وهو نوع من التباري الفني يمتد لساعات أحياناً.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد رشيد إلى قريته، وتابع هوايته الفنية، وحضر الأمسيات التي كان يغني فيها المطربون المعروفون في ذلك الوقت من أمثال: Kundir الذي كان أفضل من يغني أغنية Gênc Xelîl beg و Xelîlê Rebeno وهو من قرية ناز أوشاغي، و Xelîlê Bûd و Mistê Qulûz و Ĥesenê Bicê من قرية Qerqîna وكانوا من الفنانين القديرين والمعروفين في نواحي بلبل وكلس في النصف الأول من القرن العشرين.
أهم الأغاني الملحمية الكوردية التي غناها الراحل رشيد معم جوجان وأحبها كثيراً، وما كان ليتردد في غناء مقاطع منها على شرف ضيوفه وبصوته الرخيم والذي أحتفظ بحيويته وعذوبته إلى آخر أيام حياته، هي :
Delal, 'Ereba Saliĥ begê, Ûsibê şerî, Memê 'Ewan, Osmanli, (Gênc Osman) Cebelî, Xemê Zalim (Dêrsim),التي بطلها Eĥmedê Zilîfê وأغنية Dêli begê Narîn التي تروي قصة ملحمية لعشيرة جقلي Çeqelî الكردية. وللفنان رشيد قصة مع هذه الأغنية، حرمته من تعلم العزف على الطنبور (ونأمل لمن يعرف تلك القصة روايتها لنا).
وأول تسجيل لأغاني الفنان رشيد معم جوجان كان سنة 1961م.. كل الوفاء والمحبة للراحل رشيد معم جوجان لما قدمه للأغنية التراثية في المنطقة فقد كان الراحل وما زال أحد أعلام الغناء التراثي في منطقة عفرين.
