 |
| آرام ديكران |
لقد كان آرام ديكران أسطورة بالنسبة للشعب الكوردي، وهو الأرمني الذي عرف شعبه العذاب والقهر ولذلك اختار أن يغني باللغات القريبة الى قلبه.
نجا والده من الابادة الأرمنية من قرية (أميد) في منطقة صاصون، ووصل الى مدينة قامشلو حيث ولد آرام عام 1934.
تميز أرام ديكران بآلته (الجومبوش)، وقد تففن فيها وأضاف حاملة الورق فوقها. لقد اختار الغناء بالكوردية، وأول ما غنى قصيدة للشاعر الكوردي جكرخوين التي اشتهر بها.
وحسب ما يقول عن نفسه في حواره الاخير مع موقع الكوردي "أفستا" قبل رحيله بفترة وجيزة بأن والده نصحه ودفعه على الغناء بالكوردية وذلك بمثابة رد جميل ولأن الكورد ساعدوا والده ابان محنة تدفق هجرة الارمن من موطنه الاصلي تركيا نحو ارمينيا الحالية ونحو سوريا ومن ثم الى بقية الدول العالم.
وعلى ما يردد احيانا بأن "مصائب قوم عند قوم فوائد" فان المصيبة تلك كانت ستصبح سببا لتكون من نصيب الثقافة الكوردية عملاق كآرام ديكران، وهو بالحق ساهم في إغناء المشهد الثقافي والفني الكوردي. ديكران استحضر التراث الكوردي وغنى به، لم يقتصر غنائه على التراث فقط بل امتد وغنى الاغاني السياسية ايضا. وعندما كان يتحدث عن تجربته الغنائية والحياتية لم يكن باستطاعة اي احد ان يميز بانه غير كوردي حيث امتزج اسلوب حديثه وتحريك جسده كالكوردي الذي دائما يكون حريصاً على ان يفهم الاخر باللغة الجسد ايضا. مخيلة ديكران كانت غنية بتاريخ الكورد الحديث والقديم وعدا ذلك كان يرسم صورة جريان انهار كوردستان وجبالها بالمفردات الغنائية. نسطيع القول بانه (ربما) لم يكن كافياً نصيحة والد ديكران حتى يقوم هو بتكريس حياته خدمة للثقافة الكوردية. فثمة من يرى بأن المخيلة التي اثقلت كاهله كانت احدى الاسباب التي دفعته ليغني بالكوردية.
انتقل آرام ديكران مع عائلته الى أرمينيا السوفيتية عام 1966 واستقر في مدينة أبوفيان. وتعرف هناك الى مغنين معروفين أمثال كارابيد خاتشو وسيدا شامدين وسوسكا سامو وغيرهم. حيث تعامل معهم في قسم اللغة الكوردية في راديو يريفان، حيث غنى بالأرمنية (أغاني الشوق الى أرمينيا) وبالكوردية (أتيت أتيت يريفان، بالشوق الى أرمينيا…).
وفي التسعنيات استقر في أوروربا وتابع مسيرته الغنائية والثقافية، ليتيمز بموسيقاه وغنائه والنمط الخاص به.
أثار آرام ديكران الجدل حتى بعد وفاته، فقد رفضت السلطات التركية دفنه في ديار بكر حسب وصيته كونه مواطن غير تركي. فقامت عائلته بمراسم الدفن في بروكسيل وحضر المأتم في الكنيسة الأرمنية العديد من الشخصيات الكوردية وممثلي المنظمات الكوردية وأفراد عائلته. وتحدث ممثل الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية في خطبته عن مآثر المغني. وتم دفنه في المدفن القريب وهناك ألقى ابنه هاكوب ديكران كلمة. يذكر أنه تم إضافة حفنة من تراب من قرية (أميد). وغنى الحشد الأغاني التي كان يحبها آرام مثل (أيدلبيري) الكوردية و(صونايار) الأرمنية … وكانت القناة الكوردية تبث مراسم الدفن مباشرة.
ومن جهة أخرى، أقيم قداس وجناز رمزي على روحه في مدفن الأرمن والسريان في ديار بكر. وحضره نواب من حزب كوردي ورئيس البلدية وشخصيات كوردية وأرمنية.
ونخلص الى أن آرام خدم الفن 55 عاماً خلال مدى حياته الـ75 كقضية، فغنى الحرية والسلام بالكوردية والأرمنية والعربية. فكان من خلال فنه يدافع عن الثورة والحق والعدالة.
فقد أدخل آرام ديكران نمط جديد في الفن الغنائي هو نمط خاص به (الآرامية) ويمكن القول أنه ابتكر مدرسة موسيقية جديدة هي (الآرامية).
آرام ديكران رحل جسديا لكنه باق وهو يطل علينا في كل يوم عبر شاشات الفضاء الكوردية وكما انه باق في وجدان كل كوردي وللامانة ان ديكران يعتبر من الاوائل من يجيدون غناء الكوردية!!
الصورة: من اليمين في الأعلي: تمثال المرحوم آرام ديكران في مدينة فارقين في كوردستان باكور, وصورة لقبره في بروكسل عاصمة بلجيكا, وصورة نادرة له مع الفنان الكبير شفان برور وصورة لغلاف أحد ألبوماته الغنائية
رحل الفنان الأسطورة في التاريخ الحديث للشعب الكوردي آرام ديكران في الثامن من شهر آب عام 2009 توفي في أثينا المغني الأرمني الأصل آرام ديكران (ميليكيان) الذي غنى باللغات الأرمنية والتركية والكوردية والعربية وغيرها والذي كان محبوب الشعب الكوردي.
المصادر:
1. مقال بعنوان "عن رحيل الفنان الأرمني آرام ديكران" بقلم فاروق البرازي www.azad-hye.org
2. مقال بعنوان "آرام ديكران المغني الأسطورة في التاريخ الحديث للشعب الكوردي"
بقلم آفو قاطرجيان www.aztagarabic.com
3. صفحة Dîroka Kurda/ Kurdish History & Culture
إن كانت لديك معلومات أكثر عن هذا \ه العظيم\ة الكردي \ة، أو عن عظيم \ـة كردي \ـة أخر أرجو أن تمدنا بها أو بمصادر أخرى على العنوان التالي limatha83@gmail.com
