الشاعر الكبير يوسف برازي |
وّلد الشاعر الكبير (يوسف برازي) سنة 1931م في قرية (جرجية) التابعة لمنطقة الباب بحلب، وانتقل مع عائلته إلى مدينة (منبج )عام 1947م، ثم إلى مدينة سري كانيه عام 1956م، وبدأ بكتابة الشعر منذ العام 1943م، وأول قصيدة له كانت بعنوان (حبس وزيندان).
تأثر كثيراً بالشعراء الكبار من أمثال: جكر خوين والشاعر أوسمان صبري ورشيد كرد وغيرهم.
انضمّ إلى الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا منذ بدايات تأسيسه، وناضل بكل شجاعة في سبيل قضية الشعب الكردي العادلة، ورغم تعرضه للاعتقال والتعذيب لكنه التزم بقضيته وبقي مخلصاً لها حتى آخر أيام حياته.
نال جائزة مئوية الشاعر جكر خوين الرمزية، توفي في سري كانيه يوم الخميس 15\01\2009.
له خمسة دواوين منشورة بعنوان الزنزانة 1988م النداء1997 بالانتفاضة 2002م الاستقلال 2005م التقدّم 2007م بالإضافة إلى عدّة دواوين غير مطبوعة.
تميزت قصائده بالسلاسة وجزالة المعنى، والكلمات الرائعة التي حملت دلالات كثيرة في ذاتِ الكلمة، وحملت قصائده في طياتها آلام الإنسان الكردي المتعطش للحرية والمستميت لأجلها.
عُرف الشاعر الكبير بتفانيه وحبة الكبير لوطنه في كل ما يمسّ شعبه، ونضاله في سبيل إيصال الحقيقة إلى من يبحث عنها، وكان سريع البديهة فطناً، محبا للنكتة والدعابة، وعُرف بين خلّانه وأصدقائه بعذوبة الحديث وتواضعه وتفانيه، عرفه الكثيرون ممن حوله بالكرم والسخاء اللا محدود، متأنقاً في لباسه، رشيق القامة، إلى جانب موهبته العبقرية في العزف وكان يتقن العزف على أكثر من آلة موسيقية، يجيد ويتفنن في العزف ويلحن ويبدع، إضافة إلى تمتعه بصوتٍ شجيٍ عذبْ، لم يسمعه إلّا المقربون كثيراً منه.
لم يبخل (بي بهار) على أحد بفنه وكلماته التي هزت مشاعر العامة والشعراء والمطربين، وكان جزل العطاء سخياً، لذا كانت كلماته من أروع الأغاني التي غناها الكبار في الغناء الكردي كالفنانين محمود عزيز شاكر وسعيد كاباري والفنان الكبير محمد شيخو وزبير صالح وغيرهم من عباقرة ورواد الأغنية الكوردية.
لم يغنّ الفنان والشاعر الكبير لأحد الفنانين الذين سبقوه لانشغاله بالسياسة، ولكنة كثيراً ما كان يختلي بآلته الموسيقية، ويبثها آلامه وأحزانه، فترد عليه أحزانه بألحان تريح كاهله من تعب دنياه وشجون يومه.
بي بهار الشاعر الذي رفد الثقافة الكردية والأدب الكردي بعشراتِ القصائد الإنسانية والوطنية والثورية التي هزت مشاعر الآلاف من الكرد في كردستان بأسرها، وكلمات الأغاني التي غنتها عشرات الحناجر لمطربين عمالقة، كانت لكلماتهِ الأثر الكبير في شهرتهم وسطوع نجمهم، إضافة إلى إغنائه المكتبة الكوردية بخمسة دواوين منشورة والعديد من الدواوين غير المنشورة.
الشاعر الذي كان صديقاً حميماً للكثير من الرواد من جيله، من مثقفين وكتاب ومطربين، وكان الأخ والصديق والمرشد لهم أبى إلا أن يرحل ويترك من بعده عرش القصيدة، لعلّها تجد ملكاً للقوافي والكلمات، يتوج على مملكة الأدب والشعر، رحل الشاعر المتواضع والملحن الخجول والمغني الصامت والصديق الذي افتقدته القصائد والكلمات في العام 2009م، وترك للأجيال كمّاً من الشعر وأمانة وتوصيةً لهم بأن يكملوا المشوار نحو وطن حر وشعب كريم .
بقلم: روناهي