ولد الدكتور فؤاد بك في منطقة آمد (دياربكر) عام 1887 وهو من عائلة حاج قادر (Hecîqadir) ابن إبراهيم أفندي. دخل المدرسة في آمد وأكمل دراسته الجامعية في اسطنبول ومن بعدها في باريس وتخرج من جامعتها بشهادة الطب البشري.
الدكتور فؤاد بك |
عاد بعد التخرج من فرنسا الى مدينته آمد وبدأ يعمل كطبيب, وقد برع في مجال عمله النادر في ذلك الوقت من الزمان. ذاع صيته في عموم المنطقة وكان محل إحترام وتقدير الجميع, فقد كان محبا ومهذبا بتعاملاته مع الناس، ومعروفُُ عنه علاجه الفقراء والمحتاجين بدون مقابل وتأمينه للأدوية لهم من مصروفيه الخاص.
كان يؤرق قلب الدكتور فؤاد بك مصاعب ومشاكل شعبه، وحلم دائما بتحريرهم من يد العدوان والإستبداد والظلم، وحاول على الدوام على إيقاظهم من غفوتهم.
لم يرى الدكتور فؤاد تنظيم أو مؤسسة تقود المجتمع نحو التحرر فلذلك أنشأ عام 1919 مع بعض من رفاقه في آمد حزب "التعالي الكوردستانية - Tealî ya Kurdistanê", أنتشرت أفكار الحزب وأهدافها بسرعة في مناطق مختلفة وأنضم الكثيرون الى صفوفه. فقط في آمد دخل الآلاف الى الحزب الجديد، ولكن بعد خلافات بين أعضاء الحزب قدم الدكتور فؤاد استقالته.
بعد قيام أنتفاضة كوجكيري (Serhildana Qoçgirîyê) سعى مع رفاقه المنضوين في لجنة قيادة الأنتفاضة التى كانت تسمى "لجنة إستقلال كوردستان - Komîta Îstiqlala Kurdistanê) الى توحيد الصفوف الكوردية وحل الخلافات القديمة بين العشائر لتوحيدها في منظومة موحدة أسموها "آزادي - Azadî" كان الدكتور فؤاد مسؤول اللجنة "لجنة إستقلال كوردستان - Komîta Îstiqlala Kurdistanê) في آمد، حيث عمل جاهدا الى نشر أفكار وأهداف الثورة وتشجيع الناس الى الأنضمام إليها.
في تلك الأثناء قام بأتصالات مع بعض الكورد في مدينة السليمانية والموصل وبعض المناطق في غربي كوردستان ساعيا بذلك الى أنتشار الأنتفاضة في كل ربوع كوردستان.
بعد فشل أنتفاضة كوجكيري تم إعتقال الدكتور فؤاد بك ومحاكمته من قبل محكمة الإستقلال وبسبب قلة الدلائل ضده لم يصدر حكم الإعدام بحقه بل تم إيداعه السجن لفترة ثم أطلق سراحه. ومن التهم التى وجهت إليه هي إرتدائه الزي الكوردي والتفاخر بها في وسط سوق آمد.
بعد قيام ثورة الشيخ سعيد بيران أنضم إليها الدكتور فؤاد وكان أحد قادتها وأحد السياسيين البارزين فيها حيث بعث برسائل عديدة الى الكورد في مناطق مختلفة كالموصل والسليمانية وبغداد وحلب للحض على الأنضمام للثورة وتقديم العون والمساعدة لها. وفي إحدى المراسلات مع فريد باشا كتب ما يلي: وضعت لجنة حلب جميع إمكانياتها وقدراتها في خدمة جميع أهداف الإنتفاضة الكوردية.
أعتقل مرة أخرى بعد فشل ثورة الشيخ سعيد بيران وحوكم من قبل محكمة الإستقلال بالموت شنقا.
كتب المناضل حسن هشيار في مذكراته عن آخر 24 ساعة من حياة الدكتور فؤاد, ومما كتب أن الدكتور فؤاد ودع زوجته التى أتت لزيارته, وبعد ذلك طلب من مدير السجن أن يستحم فاندهش مدير السجن من طلبه لأنه سيشنق غدا، فضرب المدير بيديه على رأسه وقال يا إلهي أيوجد رجال شجعان إلى هذه الدرجة من القوة والصبر وعدم المبالاة بالموت ويتم قتلهم بهذه السهولة. بعد أن وافق مدير السجن على طلب الدكتور فؤاد في الإستحمام طلب الدكتور فؤاد من المناضل حسن هشيار أن يفرك له ظهره بالليف والصابون فقال له المناضل حسن هشيار: "يا سعادة الدكتور لقد بقي لك من الحياة أربع وعشرين ساعة فقط أو أقل لماذا الليف والصابون فنظر إلي بازدراء وقال كنت أحسبك من الرجال الشجعان لقد خاب ظني فيك يا حسن هل الرجال يخافون من الموت أو للموت حساب عندهم وهل هناك فرق بين أربع وعشرين ساعة آتية وأربع وعشرين سنة قادمة أمام الزمان وفلسفة الحياة وكل شيء له بداية وله نهاية ولا يقاس عمر الإنسان بأيام قليلة أو كثيرة وأن هذا الجسد الذي أنعم علي مدة خمسين عاماً ألا يستحق أن أفارقة وأودعه وهو نظيف".
في ليلة مظلمة يوم الجمعة 17 نيسان عام 1925 صعد الدكتور فؤاد بك والشيخ أيوب الى منصة المشنقة، وكانا أول من يعدما من المناضلين في ثورة الشيخ سعيد.
ألتفت الى الوراء ونظر النظرة الأخيرة الى مدينته آمد (دياربكر) وقلعتها, ثم رفع رأسه الى السماء وقال هذا الشعر:
Şevek tarî ya hebû ya tune bû nîv
Deşt di xew da çiya digrî, ne hilate hîv
ليلة مظلمة, بلغ أو لم يبلغ منتصف الليل
الوديان نائمة والجبال تبكي, لم يسطع القمر
ثم نظر الى جلاديه وقال:
"الموت بشجاعة من أجل وطني كان حلمي الذي يراودني، لا أشك بأن راية الاستقلال سترفرف على هذه الأرض، حيث نعدم الآن".
قال الشاعر الكبير جكرخوين في رثاء الدكتور فؤاد بك
Ji wê rabe here bêje Fuad beg....Ji kurmanca ra rêzanî tu bê şek
Qelem fêde dike îro tu rabe......Xewa şîrîn ji bo me pir ezabe
قم من النوم وقل لفؤاد بك...للكورد (للكورمانج) أنت الملهم (الدليل) الغزير (القوي)
القلم سيستفيد اليوم إذ قمت.....النوم الحلو لنا عذاب شديد
كذلك أدرج الفنان الكبير شفان برور وذكر الدكتور فؤاد فيما ذكرهم من المناضلين والقادة الكورد في أغنيته المشهورة (Xewna min - حلمي) قال فيها:
Ji wer çûma Agiri, dilêm hûr hûr digirî, ji nişka va dengek hat, ew denge doktor Fûad
Şevek tarî ya hebû ya tune bû nîv
Deşt di xew da çiya digrî, ne hilate hîv
من هناك ذهبت الى آكري, قلبي يبكي رويدا رويدا, فجأة سمعت صوت, كان صوت الدكتور فؤاد
ليلة مظلمة, بلغ أو لم يبلغ منتصف الليل
الوديان نائمة والجبال تبكي, لم يسطع القمر
ومما قيل في رثائه من قبل الفنانين الشعبيين في مدينة آمد
Şûşeyên wî li her derê diberiqin
Bêje lo diktoro, bêje lo Fuado!
Diyarbekir bo te digirî
Bêje lo diktoro, bêje lo Fuado!”
قاروراته (زجاجة الدواء) في كل مكان تلمع
قل يا دكتور, قل يا فؤاد
دياربكر (آمد) تبكي عليك
قل يا دكتور, قل يا فؤاد
إن كانت لديك معلومات أكثر عن هذا \ه العظيم\ة الكردي \ة، أو عن عظيم \ـة كردي \ـة أخر أرجو أن تمدنا بها أو بمصادر أخرى على العنوان التالي limatha83@gmail.com