انتفاضة جبل أكري وقائدها الجنرال إحسان نوري باشا ( 1925-1930)
ولد البطل الثوري إحسان نوري باشا في بدليس عام 1898 بعد الانتهاء من التعليم الابتدائي ، التعليم الثانوي في بدليس دخل المدرسة العسكرية في ارزينجان ، ثم انضم إلى الأكاديمية العسكرية العثمانية. في عام 1910، وتخرج من هذه الأكاديمية برتبة ملازم أول وانضم إلى الجيش العثماني ، ولكن بعد انهيار الامبراطورية العثمانية وانتصار مصطفى كمال اتاتورك وتأسيسه للجمهورية التركية رقي الى رتب أعلى،لكن موقفه تغيّر بعد أن رأى بأُم عينيه بشاعة أعمال الحكومة التركية في اخماد ثورة الشيخ سعيد بيران سنه 1925 واعدام زعمائها الميامين وتدمير معظم قُرى تلك المناطق التي حارب الثوار فيها القوات الحكومية.
إحسان نوري باشا |
وعينه جمعية ( خويبون) لقيادة ثورة ضد الجمهورية التركية، و التقى مع العديد من الضباط الأكراد واعلنوا الثورة من جبل آكري ورفع لاول مرة العلم الكوردي فوق قمة الجبل واعلن استقلال كوردستان .
وحصل معارك ضارية بينهم وبين الجيش التركي ادى وقوع العديد من الضحايا وتدمير القرى والمدن في تلك المنطقة الى الى ان حل صيف عام 1930، قامت القوات الجوية التركية بقصف مواقع الثوار الكورد وجميع محاور القتال حول جبل آرارات . ونتيجة التفوق العسكري من ناحية العتاد والعدة والمؤامرة عليهم اخمدت الثورة .
بالرغم من مقاومة الثوار تلك القوات المهاجمة بكل جدارة وبطولة، فأوقعوا في صفوفها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إلاّ أن أسلحتهم وتجهيزاتهم أخذت بالنفاد ولم تصل اليهم الإمدادات بسبب الحصار المفروض على مواقعهم. فعندئذٍ قرر الجنرال احسان نوري باشا ترك مواقعهم خوفاً من الابادة الجماعية فتسللوا الى داخل حدود كوردستان الايرانية، فقامت القوات التركية بمهاجمة تدمير مئات القرى الكوردية وقتل أُناس أبرياء بتهمة أنتمائهم للثورة في تلك الفترة العصيبة، وظن الاتراك على انهم طمروا الشعب الكوردي وقضيتهم في التراب ولن تقوم وتندلع ثورات من جديد .
بعد لجأ الجنرال احسان نوري باشا الى ايران واستقر به المقام في طهران بصحبة زوجته التركية ورفيقة عمره الوفية ياشار خانم . مع ولفيف من الثوار في شهر تشرين الاول 1930 . حيث اقام هناك كلاجىء سياسي وقامت السلطات الايرانية بفرض القيود على تحركاته خلال السنوات التي قضاها في طهران، الى أن توفي فى 25/3/1976 عن عمر يناهز 78 سنة في حادث سير لا زالت هناك شبهات على وفاته على انه حادث مفتعل من قبل الاستخبارات التركية والايرانية وليس قضاء وقدر ،وهكذا طوي سجل حياة مناضل ثائر كوردي كافح وحارب من أجل استقلال كوردستان وإقامة كيان سياسي للكورد.